بسم الله الرØمن الرØيم
أيها السيدات والسادة السلام عليكم ورØمته وبركاته
وبعد
Ùهل رأيتم لو أن ÙلاØا شمر عن ساعد الجد، وغرس ÙØ£Øسن الغرس، Øتى اخضوضرت شجراته ØŒ وأينعت ثمراته، وأضØÙ‰ بستانه يسر الناظرين، Ùيسهر ليلة طويلة يمنى Ù†Ùسه بما سو٠يجنيه ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ù…Ù† ثمر طيب ÙˆÙير، وما أن انبلج Ø§Ù„ØµØ¨Ø ØŒ وذهب متهللا ليجنى ثمرات ما زرعت يداه، Ùإذا Ø¨Ø±ÙŠØ Ù‚Ø¯Ø±ÙŠØ© قد عصÙت بزرعه ØŒ Ùوجده هباء منثورا ØŒ أرأيتم كم يكون Øزنه قاتلا ØŒ ÙˆÙاجعته أليمة ØŸ تلك Øال دار العلوم اليوم ØŒ وقد انتقت Ù…Øمد ÙØªÙŠØ Ù…Ù† أنجب شبابها، وأنبغ خريجيها، وأعدته ÙØ£Øسنت إعداده Øتى غدا عالما جديرا بما أعد له، ÙˆÙجأة سقط الÙارس من Ùوق صهوة جواده، كالكأس الممتلئة تنكسر Ùيسيل ماؤها الÙرات قبل أن ÙŠÙثأ Øرا ØŒ أو يروي ظمأ، ما Ø£ÙØ¯Ø Ø®Ø³Ø§Ø±ØªÙ†Ø§ Ùيك يا Ù…Øمد، وما أوجع Ùراقك، وأØسب أن وقتا طويلا سينقضي قبل أن تتمكن دار العلوم من أن تعثر من بين شبابها على Ùارس آخر يعوضنا عن نموذج Ù…Øمد ÙØªÙŠØ Ø²ÙŠÙ†Ø© شباب العلماء بالدار، وبعض أملها ÙÙ‰ غد علمي أكثر إشراقا.
أيها السيدات والسادة:
ولد Ù…Øمد سليمان إبراهيم ÙØªÙŠØ ÙÙŠ الثامن من شهر Ùبراير1942Ù…ØŒ بمركز البتانون Ù…ØاÙظة المنوÙية، ÙˆØرص والده على إعداده ليكون شيخا أزهريا، كهذا الشيخ الجليل الذائع الصيت ÙÙŠ قريتهم، وهو الشيخ Ù…Øمد الشامي الأستاذ بكلية أصول الدين والذى صار Ùيما بعد Øماه وجدا لأبنائه، Ùانكب الوليد النجيب على ØÙظ القرآن الكريم، Ùأتم ØÙظه ÙÙŠ سن مبكرة، والتØÙ‚ بالمعهد الديني، وأظهر نبوغا ملØوظا بين أقرانه، ÙˆØصل على الثانوية الأزهرية1962Ù…ØŒ وكان ترتيبه الثالث على المعاهد الأزهرية، وكعادة النابغين من طلاب الثانوية الأزهرية ØŒ دÙعه طموØÙ‡ للالتØاق بدار العلوم، مضØيا بمكاÙأة التÙوق التي كانت تعطى للأوائل من طلاب الثانوية الأزهرية، وقد وجد الطالب ÙÙŠ دار العلوم من المعار٠الجديدة، والمناهج المتطورة ØŒ ما عوضه عن ذلك وأشبع نهمه،
ÙˆÙÙŠ سنة1975Ù… ساÙر ÙÙŠ بعثة إلى إنجلترا ÙÙŠ مادة علم اللغة ØŒ ونقل بعد ذلك إلى وظيÙØ© مدرس مساعد بقسم علم اللغة بدار العلوم ÙÙŠ26/4/1979Ù…. وبعد أن Øصل من جامعة ليدز على الدكتوراه ÙÙŠ6/7/1983Ù…ØŒ عاد إلى دار العلوم Øيث عين مدرسا لعلم اللغة بها ÙÙŠ22/2/1984Ù…
Ùجاء تÙوقه منذ السنة الأولى ÙˆØتى السنة الأخيرة Øيث Øصل على ليسانس دار العلوم ÙÙŠ دور مايو1966Ù… وكان ترتيبه الأول بتقدير ممتاز مع مرتبة الشر٠الأولى. وبعد ذلك بشهور قليلة كل٠للعمل معيدا بقسم النØÙˆ بدار العلوم ÙÙŠ 18/9/1966Ù…ØŒ ثم Øصل على الماجستير بإمتياز مع مرتبة الشر٠الأولى، وعين مدرسا مساعدا بنÙس القسم ÙÙŠ 29/11/1972Ù…
وظل ÙÙŠ هذا المنصب Øتى أعير سنة1986Ù… للعمل بالجامعة الإسلامية بإسلام آباد لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقل للعمل بجامعة الملك عبدالعزيز ÙÙŠ جدة Øيث عمل بها ثلاث سنوات أخرى Øصل أثناءها على درجة أستاذ مساعد ÙÙŠ علم اللغة ÙÙŠ 27/12/1989Ù…ØŒ وقد عاد إلى دار العلوم من إعارته ÙÙŠ أغسطس سنة1992Ù… وظل بها Øتى واÙته المنية ÙÙ‰ 8/1/1995Ù… ØŒ قبل أن يتم الثالثة والخمسين بشهر واØد.
أيها السيدات والسادة :
هذا هو Ùقيد دار العلوم الغالي، وشهيدها الÙارس النجيب الذي أمضى بين جدرانها ÙˆÙÙŠ كنÙها ثلث قرن من الزمان، له Ùيها عشرات الآباء ومئات الأخوة وآلا٠الأبناء والتلاميذ، كلنا Ù„Ùراقه Ù…Øزون مكلوم، كلنا Ù„Ùقده عين دامعة وقلب جريØØŒ لقد كان بيننا نعم الطالب النابه ØŒ ثم نعم الباØØ« المدقق ØŒ ثم نعم الأستاذ القدير، ما أعظمه إنسانا مسلما قدوة، قدوة ÙÙŠ صدقه ØŒ قدوة ÙÙŠ نقائه وصÙاء سريرته، قدوة ÙÙŠ إيمانه وعبادته ÙˆØبه للصالØين البسطاء، نموذجا Ùريدا، ونمطا رÙيعا من البشر ÙÙŠ صداقته ووÙائه، وكان رجلا تشر٠بمعرÙته، وتسعد بمجالسته، عاش عالما ورعا، ورØÙ„ شهيدا للعلم تقيا، لم يطلب دنيا، بل كان Ùيها من الزاهدين، ولكنه تبوأ باقتدار وجدارة مكانة العلماء الأتقياء.
والÙضل ÙÙŠ الدنيا لعلم ناÙـــــــع والÙضل ÙÙŠ الأخرى لعبد أطوع
من كان ÙÙŠ الدنيا تقيا عالما أبصر به ÙÙŠ الآخريــــــــــن وأسمع
ÙÙŠ ذمة الله يا أنبل الرجال ” وإنا لله وإنا إليه راجعون”
صدق الله العظيم .
والسلام عليكم ورØمة الله وبركاته.
_________________________________
(*) ولقد أعطى الباØØ« تلك الأوراق مخطوطة بيده الكريمة – تÙضلا منه – بتاريخ19/8/2012Ù….
____________________
Ø¥ÙŠØ¶Ø§Ø : لعل طول هذه الترجمة راجع لأنها الوØيدة التى وجدها الباØØ« تترجم بتÙصيل ØŒ وتتØدث عما هو Ø®ÙÙŠ من جانب Øياة الدكتور Ù…Øمد ÙØªÙŠØ Ø±Øمه الله وأنها تدل على مدى ما يتمتع به أبناء دار العلوم من علاقة سامية ووÙاء نادر Ø› قلما يوجد بين أبناء معهد علمي، إنها دار العلوم وكÙÙ‰ !!.